اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 51
ثم خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الى موضع السوق فخندق فيه خنادق ، وخرج
معه علي عليهالسلام والمسلمون ،
وأمر بهم أن يخرجوا ، وتقدم الى علي عليهالسلام
أن يضرب أعناقهم وترمى جثثهم في الخندق ، فأخرجوا أرسالا وقتلهم علي عليهالسلام جميعا ، وفيهم حيي بن أخطب ، وكان من
زعماء اليهود البارزين ، وقدمه عليهالسلام
للقتل ، فقال : يا علي : قتلة شريفة بيد شريف ، فقال له عليه عليهالسلام : إن خيار الناس يقتلون شرارهم ،
وشرارهم يقتلون خيارهم ، فالويل لمن قتله الأخيار الأشراف ، والسعادة لمن قتله
الأراذل الكفار ، قال حيي : صدقت ، فلا تسلبني حلّتي ، قال علي : هي أهون عليّ من
ذلك ، فقال حيي : سترتني سترك الله ، ثم قتله ولم يسلبه.
وكان هذا المشهد في صلابته مما ملء قلوب
اليهود والمنافقين هلعا ، ونفوسهم غيظا من علي عليهالسلام
، ولم يكن هذا آخر موقف له معهم ، فله الموقف السائر في خيبر ، ولكن لهذا حديث
آخر.
وقد أنزل الله في غزوة بني قريظة من
الذكر الحكيم قوله تعالى :
ولم يكن عليّ عليهالسلام ليستريح أو يريح ، لم يكن ليستريح
بذاته ، ولم يكن ليريح غيره ، فقد شمّر ساعده للذّب عن الإسلام ، وقريش في رعب منه
بعد غزوة الخندق ، وأبناء اليهود في إضطراب بعد غزوة بني قريظة ، فغلت عليه الصدور
بمراجل الحقد ، وتألّبت عليه المشاعر