اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 50
(٦)
الراية العظمى في كل الفتوح
ونقضت بنو قريظة العهد مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقطعت ما أمر الله به أن يوصل ، فكان
اليهود منهم من المفسدين في الأرض ، فلما رجع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
من الخندق أمر بلالا فنادى : من كان سامعا مطيعا فلا يصليّن العصر إلا في بني
قريظة. ودعا عليا عليهالسلام
فدفع إليه رايته العظمى ، وأمره بالخروج لهم ، فسار في جمع من الخزرج حتى دنا من
الحصون ، فسمع منهم مقالة قبيحة في رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
فكره ذلك وأكبره ، وأشرف اليهود من الحصون فلما رأوا عليا عليهالسلام تنادوا : قد جاءكم قاتل عمرو!! وألقى
الله في قلوبهم الرعب ، وركز علي عليهالسلام
الراية في أصل الحصن فأضطربوا لذلك اضطرابا شديدا ، وطلع عليهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم يسبونه ولا يفقهون فناداهم : يا
إخوة القردة والخنازير : إنا إذ أحللنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين. فحاصرهم
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خمسا وعشرين
ليلة ، حتى جهدهم الحصار فنزلوا على حكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
مضطرين بعد خطوب يطول شرحها ، وحكّم فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
سعد بن معاذ رحمهالله ، فحكم بأن
تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبى الذراري والنساء ، وتكون الديار ـ ديار بني
قريظة ـ للمهاجرون دون الأنصار فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع أرقعة. وحبسوا في دار رملة بنت الحارث من بني
النجار.
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 50