اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 284
وخالك وجدك وأهلك
وما هي من الظالمين ببعيد ».
وهكذا توالت الرسائل بين الإمام ومعاوية
، ومعاوية يكيد ويريد الحرب طلباً للملك ، وعليٌ عليهالسلام
يريد الإصلاح واستقرار الإسلام ، وأخيراً كان لا بد مما ليس منه بد ، فقد قدّم علي
طلائعه إلى صفين ، وأمرهم أن لا يبدأوهم بقتال حتى يأتيهم ، وسار علي عليهالسلام ببقية جيشه حتى وصل إلى صفين. وسار
معاوية بجيوش الشام حتى انتهى إلى صفين أيضاً ، وكان وصول معاوية اسبق فاستولى على
الماء واهتلك شريعه الفرات يريد أن يحلئ علياً واصحابه عن الماء وجرت خطوب كثيرة ،
واشتد القتال على المشرعة فامتلكها علي عليهالسلام
، وأراد أصحابه منع أهل الشام الماء ، فأبى الإمام ذلك لأن دينه يمنعه ، فالماء من
المباحات المشتركة بين الناس ، عسى أن لا يتعجل حرباً ، ولا يسفك دماً ، يأتلف
المخالف ، ويعفو عن المسيء ، ويلتمس العذر للآخرين ، ولكن للحرب بوادر ، ولها
مظاهر ، ما نفع معها الجدل الهادىء ولا العنيف ، ولا أطفأ نائرتها التغاضي والصفح
الجميل ، وإنما قامت على ساق رغم الظروف السياسية المتينة التي سيّرها أمير
المؤمنين بحكمته ودرايته وتجربته لإخماد اللهيب ، ورغم الجهود التي أوجدها لإحلال
الأمن والسلام.
ذهبت كل المؤشرات الخيرة التي بذلها
الإمام أدراج الرياح ، وحل محلها العنت والتزمت والعدوان ، فاستمسك الإمام بالأمر
ما استمسك ، فلما فلت الزمام قامت الحرب.
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 284