اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 248
يزعج من فيه ، فكان
هناك يعلى بن أمية وعبد الله بن عامر ، وسعيد بن أبي العاص ، وجملة من الأمويين
بقيادة مروان بن الحكم ، وفر إلى هناك من أراد الإنحياز عن علي عليهالسلام ، والابتعاد عن الأحداث كعبد الله بن
عمر وأمثاله ، واستقر هناك أعداء عليّ من المقيمين بمكة ، والقادمين إليها من
الآفاق ، وكان هناك من أزواج النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
عائشة وحفصة وأم سلمة في تأدية المناسك ، وقد أكملت عائشة أم المؤمنين حجها ،
وإنها لفي طريقها إلى المدينة وإذا بالأنباء تنعى إليها عثمان ، وأخبرت ـ خطأ أو
إختباراً ـ ببيعة طلحة ، فاهتزت لذلك طرباً وقالت : إيهاً ذا الأصبع ، إيهاً يا
ابن العم. وطلحة تيمي من رهط أبي بكر ، وما اكتفت بهذه الفرحة بل أظهرت سروراً
عظيماً بمقتل عثمان ، وقالت فيما قالت : أبعده الله.
ولكن الفرحة لم تتم لها إذا أنبأها بعض
من في الطريق بحقيقة الأمر ، وأن علياً عليهالسلام
قد بويع له بالخلافة ، فضاقت عليها الأرض بما رحبت ، وقالت :
ليت السماء أطبقت على الأرض ، ردوني فقد
قتل عثمان مظلوماً. والله لأطلبن بدمه ، وكان وليّ دم المقتول ، والقيم على امور المسلمين.
عادت السيدة عائشة إلى مكة ، وعمدت إلى
حجر إسماعيل فاتخذت فيه ستراً ، وجعلت منه مقراً ، واختلف إليها الناس فأسمعتهم من
عذر عثمان ما أعجبهم ، وأظهرت من المطالبة بالثأر له ما أحفظهم ، وكانت تقول :
« لقد غضبنا لكم من لسان عثمان وسوطه ،
وعاتبناه حتى أعتب وتاب إلى الله ، وقبل المسلمون منه ، ثم ثار به جماعة من
الغوغاء والأعراب فماصوه موص الثوب الرخيص حتى قتلوه ، واستحلوا بقتله
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 248