اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 243
البيعة لعلي عليهالسلام من أهلها. وذهب خالد بن العاص المخزومي
إلى مكة فأبى أهلها مبايعة علي وأخذوا عهده ورموه في زمزم. وتوجه سهل بن حنيف إلى
الشام ، فلقيته في حدودها خيول معاوية ، فسألوه عن شأنه ، فأخبرهم بأنه أمير الشام
، فقالوا إن كنت أميراً من قبل عثمان قبل قتله فدونك إمرتك ، وإن كنت أميراً من
قبل غيره فارجع إلى من أرسلك.
والبحث العلمي يشكك في تعيين ابن حنيف
على الشام أميراً ، وفيها معاوية ، وليس كل ما روي يقطع بصحته كما سترى.
وكان الإمام قد أرسل إلى معاوية كتاباً
يطلب فيه أن يبايع ، وأن يقبل إلى المدينة في أشراف أهل الشام ، ولم يذكر في
الكتاب عزله أو إقراره في ولايته. فلما وصل الكتاب إلى معاوية لم يجب الإمام بشيء
، وأخذ يتربص بالأمر ، وأعجله الرسول على الجواب فتلكأ ثم أرسل طوماراً إلى الإمام
، وكتب في أعلاه : من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب ، وقدم الرسول
المدينة وأشهر نفسه فيها ، وأوصل الطومار إلى الإمام ، وفضّ الإمام الكتاب ولا شيء
فيه إلا : « بسم الله الرحمن الرحيم ».
وأستأمن الرسول علياً فآمنه ، وكان من
عبس ، فقال للإمام والناس تسمع : إني تركت أهل الشام وقد صمموا أن يثأروا لعثمان ،
ونصبوا قميصه للناس ، وليس عندهم إلا السيف.
وكان المغيرة بن شعبة ـ فيما يزعم
الرواة ـ قد أشار على عليّ عليهالسلام
إبقاء معاوية على الشام حتى تتم بيعته ومن ثم يعزله ، فأبى ذلك الإمام ، كما أبى
إبقاء ولاة عثمان عموماً ، لأن دينه وورعه يمنعانه من ذلك ، وقال :
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 243