اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 242
والبهتان وتسخير
المال ، وشراء الرجال إزاء السلطان كما سترى.
واستقبل الإمام تخطيطه في ضوء الإسلام
وبهدي القرآن وأضواء السنة بكثير من التقوى والورع ، فأسند الولاية لأصحابها ،
وكان جديراً بأن يختار الأمثل فالأمثل وقد فعل هذا بكل أمانة.
فما إن فرغ من البيعة حتى لبى نداء
الضمير الإنساني في عزل ولاة عثمان ، واستبدلهم بغيرهم من الصالحين والمؤهلين من
أصحابه ، وكان الأنصار في حرمان أيام الشيخين وعثمان ، فرّد إليهم الإعتبار
السياسي من خلال كفاياتهم ، فاستعمل منهم ثلاثة أعلام لثلاثة أمصار ؛ فأرسل قيس بن
سعد بن عبادة والياً إلى مصر ، واستعمل عثمان بن حنيف على البصرة ، وعيّن سهل بن
حنيف والياً على الشام.
وعاد عليّ إلى قريش فأرسل خالد بن العاص
بن المغيرة المخزومي إلى مكة والياً ، وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب عاملاً
على اليمن.
وأقر بإشارة مالك الأشتر أبا موسى على
الكوفة ، فبعث إليه بالبيعة ، وقيل أرسل عمارة بن شهاب إلى الكوفة ، فلقيه في
الطريق من أشار عليه بالرجوع لأن أهل الكوفة لا يرضون بغير أبي موسى الأشعري
أميراً ، وكان يتضاعف لهم ، ولا يهمه أمرهم.
وتوجه عمال الإمام إلى أقاليمهم ، فدخل
عثمان بن حنيف البصرة ، فإرتحل عنها عامل عثمان عبد الله بن عامر بن كريز ، وحمل
معه ما في بيت المال جميعاً وأتى مكة ، ودخل ابن عباس اليمن فرحل عنها عامل عثمان
يعلى بن أمية ، واحتمل بيت المال وأتى مكة. وسار قيس بن سعد بن عبادة إلى مصر ،
ودخلها في غير جهد ولا مشقة وأخذ
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 242