اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 222
ومهما يكن من أمر ، فقد أشار عليه
معاوية أن يكفيه امراءُ الأجنادِ الناس ، وأن يكفيه هو الشام.
وأشار ابن أبي سرح أن يعطي الناس المال
ويتألفهم.
وأشار سعيد بن العاص عليه أن يقتل قادة
المعارضة فإن لكل قوم قادة متى يهلكوا يتفرقوا ، ولا يجتمع لهم أمر.
وأشار عبد الله بن عامر : أن يشغل الناس
بالجهاد ويوجههم للثغور.
وبهذا الرأي الأخير عمل عثمان ، ورد
العمال إلى أمصارهم ، وأمرهم بالشدة وإرسالِ الناس إلى الغزو والحرب ، وأمرهم
بتجهيز البعوث ، وحرمان الناس من أُعطياتهم إن عصوا.
فاستقبل المسلمون ذلك بالنقمة ، ورأوا
فيه شراً مستطيراً ، فلما دخلت سنة خمس وثلاثين ، تكاتب أعداء عثمان وبني أمية في
البلاد ، وحرّض بعضهم بعضاً على خلع عثمان عن الخلافة ، وعزل عماله عن الأمصار على
حد تعبير الطبري. وتداعى الناس لذلك فدعا عثمان علياً وطلحة والزبير فحضروا وعنده
معاوية فتكلم كلاماً لم يرضِ المجتمعين ، فنهره علي فسكت مغضباً ، ورفق عثمان
وهدّأ الموقف بتلبية طلب الجماعة باسترداد ما أعطى لعبد الله بن خالد بن أسيد من
مبلغ قدره خمسون ألف دينار لبيت المال ، وماأعطى لمروان من مبلغ قدره خمسة عشر ألف
دينار ، كبداية لردّ الظلامات وإستصلاح الحال ، فهدأت الخواطر شيئاً ما ، ولكنه
الهدوء الذي يسبق العاصفة. فقد قدم المدينة ثائرون من الكوفة كما أسلفنا ، وتبعهم
ثائرون من البصرة ، وإذا بالمصريين يرسلون وفداً ضخماً في رجب سنة خمس وثلاثين
ليناظر
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 222