اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 221
( ١١ )
تفاقم الأمر على عثمان ومصرعه
وتفاقم الأمر على عثمان ، فقد تألبت
عليه الأمصار ، وقد أجلب عليه البعيد والقريب ، وقد ملّ الناس وعده الماطل ووعيده
النازل ، وقد ترك نصح بقية المهاجرين والأنصار ، وقد نصحه علي عليهالسلام وبالغ في الجهد فما إنتصح ، فما عليه
إلا أن يشاور رجاله الأثيرين عنده والمقربين لديه ، وكان يلتقي عماله وولاته في
الموسم من كل عام فيسمع منهم ويسمعون منه ، فلما لقيهم سنة أربع وثلاثين جمعهم
للمشورة ؛ وكان في طليعتهم : معاوية ، وعبد الله بن عامر ، وابن أبي سرح ، وسعيد
بن العاص ، فقال لهم عثمان :
« إن لكل أمير وزراء ونصحاء ، وإنكم
وزرائي ونصحائي وأهل ثقتي ، وقد صنع الناس ما قد رأيتم ، وطلبوا إليّ أعزل عمالي ،
وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبون ، فاجتهدوا رأيكم ».
وكان أمر هذا الشيخ عجباً في أوله وآخره
، كيف يترك رأي عليّ وذوي السابقة في الإيمان والهجرة ، ويستند إلى هؤلاء ممن عرف
بالغدر والمكر والدخل ، ممن لا يغنون عن الحق شيئاً ، ولا يتألمون من الباطل
إقترافاً وإجتراحاً ، وليسوا بأمناء على دنيا ولا دين ، وممن نقم عليه الناس
إستهتارهم واستئثارهم ، وهم الداء فكيف يتطلب منهم الدواء.
اسم الکتاب : الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 221