اسم الکتاب : الإمام علي (عليه السلام) سيرة وتأريخ المؤلف : الموسوي، اسلام الجزء : 1 صفحة : 195
في أنظار الجماهير
أقوى منه في حال العزل ، لأنَّه لا يستطيع أن يقول للناس : إنَّه يأبى البيعة لمن
ولأَه ، ولا يعتبرها الا ثمناً يشتري أمير المؤمنين صمته عن اتهامه بمقتل عُثمان »
[١].
الفصل
الثاني : مسير الإمام إلى البصرة ووقعة الجمل :
بينما كان الإمام عليٌّ يجهِّز جيشاً
إلى الشام بقيادته ؛ لكسح معاوية وبطانته الفاسدة ، أتاه الخبر عن طلحة والزبير
وعائشة من مكَّة بما عزموا عليه ، فاستعدَّ لحرب الناكثين « وسار عليٌّ من المدينة
في تعبئته التي تعبَّاها لأهل الشام آخر شهر ربيع الآخر سنة ستٍّ وثلاثين » [٢].
رسم الإمام في سياسته الجديدة خطوط
الحكم العريضة ، وكان وسامها : « لا فضل لعربي على أعجمي » ، أثارت هذه السياسة
غضب المتمرِّدين على الحكم ، وكان منهم ما كان من الخروج عليه ، فلمَّا أدرك طلحة
والزبير برفض الإمام أن يجعل لهما ميزة على غيرهما ، فلا ينالان الا ما ينال
المسكين والفقير بعطاء متساو ..
بعد أن أدركا كلَّ هذا سكتا على مضضٍ ،
وأخذا يعملان للثورة ضدَّه ، ضدَّ الحكم الجديد ، فانضمَّا إلى الحزب الأُموي ..
لقد كان قرار التسوية « هو السبب الخفي
والحقيقي لخروج من خرج على عليٍّ ، ولنكوث من نكث بيعته ، وإن توارى ذلك تحت دعوى
مفتعلة اسمها دم عُثمان » [٣]!