اسم الکتاب : الإمام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 56
عنده ميل إلى الدنيا.
قال يحيى : فجعلت اُسكّنهم وأحلف لهم أنّي
لم اُؤمر فيه بمكروه ، وأنه لا بأس عليه ، ثمّ فتّشت منزله ، فلم أجد فيه إلا مصاحف
وأدعية وكتب العلم ، فعظم في عيني ، وتوليت خدمته بنفسي ، وأحسنت عشرته ، فلما
قدمت به بغداد بدأت باسحاق بن إبراهيم الطاهري ، وكان والياً على بغداد فقال لي : يا
يحيى ، إن هذا الرجل قد ولده رسول الله والمتوكل من تعلم ، فإنّ حرّضته عليه قتله
، وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله
خصمك يوم القيامة ، فقلت له : والله ما وقعت منه إلا على كلّ أمر جميل ، ثم صرت به
إلى سرّ من رأى ، فبدأت بوصيف التركي فأخبرته بوصوله ، فقال : والله لئن سقط منه
شعره لا يطالب بها سواك ، قال : فعجبت كيف وافق قوله قول إسحاق » [١].
هذا الخبر يدل على الموقع الذي يشغله
الإمام الهادي عليهالسلام
في نفوس الناس وكسب ثقتهم ومحبتهم على اختلاف توجهاتهم ، وذلك من خلال إحسانه
إليهم ورعاية اُمورهم وتأثّرهم بخصائص شخصيته الباهرة ، ممّا جعله في موقع محبة
الناس كلهم ، فهرعوا في مظاهرة احتجاجية لم يسمع بمثلها خوفاً على حياة إمامهم عليهالسلام من بطش المتوكل الذي يعرفون توجهاته
وممارساته ، لهذا حاول ابن هرثمة تهدئتهم بقسمه لهم أنه لم يؤمر فيه بمكروه ، وتأثّر
ابن هرثمة بعظمة الإمام عليهالسلام
أيضاً فتولّى خدمته بنفسه وأحسن عشرته ، وهكذا امتدت محبة الإمام عليهالسلام وتعظيمه إلى حاشية المتوكل في بغداد
وسامراء.
وتتجلّى مظاهر الحب والتعظيم أيضاً في
تشوق الناس من أهالي بغداد إلى