اسم الکتاب : منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال المؤلف : الأسترآبادي، محمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 328
أمّا أوّلا: فلتعارض الجرح و
التعديل، و الأوّل مرجّح[1]، مع أنّ كلّا من الجارح و
المعدّل لم يذكر مستندا لينظر في أمره.
و
أمّا ثانيا: فلأنّ النجاشي نقل توثيقه و ما معه عن أبي العبّاس و غيره كما يظهر من
كلامه، و المراد بأبي العبّاس هذا أحمد بن عقدة، و هو زيدي المذهب، لا يعتمد على
توثيقه، أو ابن نوح، و مع الاشتباه لا يفيد، و غيره مبهم لا يفيد فائدة يعتمد
عليها.
و
أمّا غير هذين من مصنّفي الرجال كالشيخ الطوسي و غيره فلم ينصّوا عليه بجرح و لا
تعديل، نعم قبول المصنّف روايته أعمّ من تعديله كما يعلم من قاعدته، و مع ذلك لا
دليل على ما يوجبه[2]،
انتهى[3].
[1] اعترض الشيخ عبد النبي رحمه اللّه على المحشّي
فقال: قلت: إنّما يتم ما ذكره المحشّي لو كان حال الجارح معلوما، و هو ليس كذلك
كما مرّ في المقدّمة، على أنّ النجاشي لا يخفى عليه مثل هذا الضعف المنقول عن ابن
الغضائري مع معاصرته و تأخّره عنه، فكيف يحكم بتوثيقه! و الظاهر من عبارته الجزم
بالتوثيق، و تكون الإشارة بذلك في قوله:( ذكر ذلك) إلى كونه راويا عن أبي جعفر و
أبي عبد اللّه عليهما السّلام، فلم يكن التوثيق مستندا على أبي العبّاس و غيره.
محمّد أمين الكاظمي.
[3] في حاشية« ض» و« ط» برمز« س رحمه اللّه»: أقول:
فيما ذكره جدّي رحمه اللّه نظر:
أمّا الأوّل: فلأنّا نمنع تقدّم الجارح
مطلقا، بل إنّما يتم ذلك في موضع يكون من شأنه أن يخفى عن المعدّل، و ما نحن فيه
ليس كذلك، إذ يبعد الحكم بتوثيق النجاشي له مع خفاء الضعف الكثير عليه. على أنّ
الظاهر أنّ ابن الغضائري هو أحمد بن الحسين و حاله غير معلوم، فلا يكون قوله
معارضا لقول النجاشي.
و أمّا الثاني: فبأنّ عبارة
النجاشي صريحة في الحكم عليه بالتوثيق، و إخباره عن أبي العبّاس و غيره بأنّه ذكر
ذلك لا يقتضي كون ذلك مستند حكمه، و ذلك ظاهر.
-- على أنّه يجوز أن يكون الإشارة
على كونه راويا عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام، فلا يقتضي كون الحكم
بالتوثيق منقولا عن أبي العبّاس و غيره، و ذلك بيّن.
اسم الکتاب : منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال المؤلف : الأسترآبادي، محمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 328