اسم الکتاب : منهج المقال في تحقيق أحوال الرجال المؤلف : الأسترآبادي، محمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 300
لم يحصل له من مجرد التوثيق
بملاحظة أنّ فساد الاعتقاد ناشيء عن التقصير و التفريط في أمر الدين، و لذا يكون
آثما مستحقّا للعقاب، فتدبّر.
فإن
قلت: اعتراضنا عليه من جهة أنّه ربما يعتمد على فاسد المذهب و يدخله في القسم
الأوّل بمجرّد التوثيق من دون إظهار الجابر و المؤيّد.
قلت:
ما ذكرت ممنوع، فإنّ علي بن الحسن بن فضّال و نظائره مثل أبيه و حميد بن زياد و
علي بن أسباط و من ماثلهم في شأنهم من المؤيّدات و الجوابر ما لا يخفى على المطّلع
بأحوالهم، و لذا تراه يخرج أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال من القسم الأوّل مع حكمه
بالتوثيق، لأنّه لم يجد فيه ما وجده في أخيه علي و أضرابه.
على
أنّا نقول: عدم اظهاره الجابر ليس دليلا على عدمه عنده، بل ديدنه في صه في الغالب
الترجيح و البناء من دون إبراز المنشأ، ألا ترى أنّه ربما يرجّح كلام جش على كش و
الشيخ و غض و غيرهم، و ربما يبني الأمر على قول الشيخ و يرجّحه على جش و كش (و
غيرهما)[1] و ربما
يبني على غض و يرجّحه على غيره و هكذا، و لم يبرز في الأكثر منشأ ترجيحه و بنائه و
ترك قول مقابله، و الظاهر منها وجدانه المنشأ و ترجيحه عنده في نفسه و من الخارج و
البناء عليه في صه، فتتبّع و تأمّل.
فإن
قلت: لعلّ قبوله و قبول غيره قول غير العدول و عملهم بالأحاديث الضعيفة غفلة منهم
أو تغيّر رأي.
قلت:
إكثارهم ذلك و كثرة امتزاج مقبولهم مع مردودهم بأنّهم يقبلون