اسم الکتاب : كليات في علم الرجال المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 425
إحدى وخمسون ركعة ،
منها ركعتان بعد العتمة جالساً تعدّ بركعة مكان الوتر ، وفرض الله في السنة صوم
شهر رمضان وسنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
صوم شعبان ، وثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة ، فأجاز الله عز وجل له ذلك وحرم
الله عز وجل الخمر بعينها ، وحرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
المسكر من كلّ شراب فأجاز الله له ذلك كله ... الخ » [١].
اقول : إن مضمون الروايات يوجه بوجهين :
الأول
: إن الله سبحانه علم الرسول مصالح
الاحكام ومفاسدها ، وأوقفه على ملاكاتها ومناطاتها ، ولما كانت الاحكام تابعة لمصالح
ومفاسد كاملة في متعلقاتها ، وكان النبي بتعليم منه سبحانه واقفاً على المصالح
والمفاسد على اختلاف درجاتها ومراتبها ، كان له أن ينصّ على أحكامه سبحانه من طريق
الوقوف على عللها وملاكاتها ، ولا يكون الاهتداء إلى أحكامه سبحانه من طريق
التعرّف على عللها بأقصر من الطرق الاخر التي يقف بها النبي على حلاله وحرامه ،
وإلى هذا يشير الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام
بقوله : « عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير
ورعاته قليل » [٢]
غير أن اهتداءه صلىاللهعليهوآلهوسلم
إلى الاحكام وتنصيصه بها من هذا الطريق ، قليل جدّاً لا تتجاوز عمّا ذكرناه إلا
بقليل ، وبذلك يعلم حال الأئمة المعصومين عليهمالسلام
في هذا المورد.
الثاني
: إن عمل الرسول لم يكن في هاتيك الموارد
سوى مجرَّد طلب ، وقد أنفذ الله طلبه ، لا أنه قام بنفسه بتشريع وتقنين ، ويشير
إلى ذلك بقوله : « فأجاز الله عز وجل له ذلك ».
ولو أن النبي كان يمتلك زمام التشريع
وكان قد فوّض اليه أمر التقنين على
[١] الكافي : ١ /
٢٦٦ ، الحديث ٤ ، وقد ذكر بعض الاجلة موارد اخر من هذا القبيل.