اسم الکتاب : رجال الشيعة في أسانيد السنّة المؤلف : الطبسي، الشيخ محمد جعفر الجزء : 1 صفحة : 22
فاستقطبت آلاف
الطلبة من شتى البقاع الإسلامية.
يقول محمد بن سيرين [١] : « أدركت بالكوفة أربعة آلاف شاب
يطلبون العلم » [٢].
لقد تخرج من هذه المدرسة المباركة علماء
أجلاء ، ورواة ثقات ، ولا يضرهم أبدا من ساءت عقيدته وانحرفت نزعته ، فأخذ يكيل
لهم التهم ، وينتقص من مكانتهم ، ويضعف رواياتهم.
ثم إنني أقول : ليس معنى كلامنا المذكور
أن جميع رواة مدرسة الكوفة هم موضع قبول عندنا ، فقد يكون فيهم الضعفاء ، وفيهم
المجاهيل ، وفيهم من ليس بعدل ولا ثقة ... ولكننا نقول : إن المباني التي اتبعت في
تضعيفهم ورفض رواياتهم هي مبان مخالفة لأبسط أصول البحث والجرح والتعديل.
حول كلمة « الرفض » :
ورد في كتابنا كلمة فلان « رافضي » ، أو
من « الرافضة » ، أو من « الروافض » ، وجعلها بعضهم عيبا في الراوي ، ونقصا فيه ،
وعلى أساسها رفض روايته ، فلنتعرض لمعنى هذه الكلمة باختصار.
الرفض لغة :
الرفض ـ كما عن الجوهري في الصحاح ـ :
الترك ، وقد رفضه يرفضه ويرفضه
[١] قال الذهبي :
محمد بن سيرين ، الامام ، شيخ الاسلام ، أبو بكر الأنصاري ، الأنسي البصري ، مولى
أنس بن مالك ، توفي لتسع مضين من شوال ، سنة عشر ومائة. راجع سير أعلام النبلاء :
٤ / ٦٢١.