اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 27
والاجتهاد وإعمال
النظر ، فلا تشمله أدلّة حجّية خبر الثقة فإنّها لا تشمل إلاّ الإخبار عن حسّ.
والجواب
: انّه لا شكّ في اختصاص قول الثقة بما إذا أخبر عن حس لا عن حدس ، ومبنى الأصحاب
في التوثيق والجرح كان هو الحس لا الحدس ، ويؤيد ذلك انّ النجاشي ربّما يستند إلى
أقوال الرجال ، ويقول : « ذكره أحمد بن الحسين » ، [١] إلى غير ذلك من الموارد.
والذي يبيّن انّهم كانوا يستندون في
التوثيق والتضعيف على الحسّ دون الحدس ، قول الشيخ في كتاب « العدّة » في آخر فصله
، حيث قال في ثنايا البحث عن حجّية خبر الواحد :
« إنّا وجدنا الطائفة ميّزت الرجال
الناقلة لهذه الأخبار فوثّقت الثقات منهم ، وضعّفت الضعفاء ، وفرّقت بين من يعتمد
على حديثه وروايته ، وبين من لا يعتمد على خبره ، ومدحوا الممدوح منهم ، وذمّوا
المذموم وقالوا : فلان متّهم في حديثه ، وفلان كذّاب ، وفلان مخلّط ، وفلان مخالف
في المذهب والاعتقاد ، وفلان واقفي ، وفلان فطحي ، وغير ذلك من الطعون التي
ذكروها. وصنّفوا في ذلك الكتب واستثنوا الرجال في جملة ما رووه في التصانيف في
فهارسهم ، حتّى أنّ واحداً منهم إذا أنكر حديثاً نظر في إسناده وضعفه برواته. هذه
عادتهم على قديم وحديث لا تنخرم ». [٢]
وهذا دليل على أنّ التوثيق والتضعيف ، والمدح
والقدح كانت من الأُمور الشائعة المتعارفة بين العلماء ، وكانوا ينصّون عليها في
كتبهم.
الثالث : نصّ أحد
أعلام المتأخّرين
وما تثبت به وثاقة الراوي أو حسن حاله
هو نص أحد أعلام المتأخّرين عن