اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 196
ومن المعلوم انّ الجهالة من أسباب الطعن
في سند الحديث دون الإهمال ، أي ما سكت علماء الرجال في مدحه أو ذمّه. فلابدّ
للمجتهد من تتبّع حاله من الطبقات ، والأسانيد ، والمشيخة والإجازات ، والأحاديث ،
والسير ، والتواريخ ، وكتب الأنساب وغيرها.
فإن وقع إليه ما يصلح للتعبير عنه
بالمجهولية فذاك ، وإلاّوجب التوقّف.
وبذلك يعلم أنّ وصف كثير من الصحابة
بالجهالة ، كما عليه العلاّمة المامقاني في فهرسه ليس بتامّ ، فانّه ذكر قائمة
بأسماء عدد كبير من الصحابة ووصفهم بالجهالة.
مع أنّ الصحيح أن يصفهم بالإهمال دون
الجهالة ، لعدم وصفهم بالجهالة من قبل علماء الرجال.
ثمّ إنّ من أسباب الطعن في الحديث هو
جهالة الراوي بالمعنى الذي ذكرناه ، وامّا الإهمال بمعنى عدم ذكر الراوي بمدح أو
ذم ، فليس ممّا يسوغ الحكم بضعف السند أو الطعن فيه كما لا يسوغ تصحيحه أو تحسينه
أو توثيقه.
٤. الفرق بين المَشْيَخَة والمَشِيخة؟
اعلم أنّ بين المَشْيَخة والمَشِيخة
فرقاً ، وهو : انّ المَشْيَخة ـ باسكان الشين بين الميم والياء المفتوحتين ـ جمع
الشيخ كالشيوخ والأشياخ والمشايخ على الأشهر.
قال المطرزي : إنّها اسم للجمع والمشايخ
جمعها.
وأمّا المَشِيخة ـ بفتح الميم وكسر
الشين ـ فاسم المكان من الشيخ والشيخوخة ، كالمسيحة من السياحة ، والشيخ والشيخان
، والمتيهة من التيه والتيهان.
اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 196