اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 195
الراوي ، فمنهم واقف
على خصوصيات الراوي بكافة تفاصيلها ، ومنهم من هو دون ذلك وإن كان له معرفة
بالرجال ، فلذلك إذا تعارضت تزكية النجاشي مع جرح الشيخ ، فيقدم الأوّل على الثاني
، وما هذا إلاّ لأنّ النجاشي كان له إلمام واسع بهذا الفن في حين انّ الشيخ مع
جلالته ، صرف عمره الشريف في علوم شتّى.
هذا كلّه إذا كان المعيار قول الجارح
والمزكّي ، وأمّا لو كان ثمة سبيل آخر يكشف عن الحقيقة فهو أولى بالأخذ ، أعني : جمع
القرائن ، فمثلاً : انّ داود بن كثير الرقي ضعّفه النجاشي ، وابن الغضائري ، ومع
ذلك لم يأخذ المشهور بتضعيفهما وعملوا برواياته ، لأنّ القرائن تشهد على وثاقته ، وانّ
النجاشي خرِّيت هذا الفن ، تبع ابن الغضائري في تضعيفه.
٣. الفرق بين المجهول والمهمل
كثيراً ما يشتبه المجهول بالمهمل
ويستعمل أحدهما بدل الآخر ، بَيْد انّ المجهول غير المهمل ، فالمجهول عبارة عمّن
حكم علماء الرجال عليه بالجهالة ، كإسماعيل بن قتيبة من أصحاب الرضا عليهالسلام ، وبشير المستنير الجعفي من أصحاب
الباقر عليهالسلام.
قال الطوسي في حقّ الأوّل : مجهول من
رجال الرضا عليهالسلام. وذكره
البرقي في رجال الكاظم عليهالسلام
، له روايتان في الكافي والروضة.
وقال الطوسي في حقّ الثاني : يكنّى أبا
محمد المستنير الجعفي الأزرق ، بيّاع الطعام ، مجهول من أصحاب الباقر عليهالسلام.
وأمّا المهمل فهو عبارة عمّن لم يحكم
عليه بمدح ولا ذمّ ، وإن عرف حاله وبان أمره.
اسم الکتاب : دروس موجزة في علمي الرجال والدراية المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 195