أوّلاً
: أنّ محمّد بن أبي عمير لا يروي عن غير الثقة إذا انفرد هو بالنقل ، وأمّا إذا لم
يتفرّد بنقله ، بل نقله الثقة وغيره ، فيروي عنهما تأييداً للخبر ، ولأجل ذلك روى
عن يونس بن ظبيان لا وحده بل منضماً إلى « بريد » أو « يزيد ».
ولكن الأوّل ـ أي كونه بريداً ـ بعيدٌ;
لأنّ بريد بن معاوية توفّي في أيّام الإمام الصادق عليهالسلام
الذي توفّي عام ١٤٨ هـ ، فتعينّ أن يكون المراد هو يزيد ، وكلّما أطلق « يزيد »
يراد منه أبو خالد القماّط هو ثقة ؛ كما يحتمل أن يكون المراد يزيد بن خليفة ، وهو
من أصحاب الصادق عليهالسلام
ويروي عنه صفوان.
ثانياً
: يحتمل وجود الإرسال في الرواية بمعنى سقوط الواسطة بين ابن أبي عمير ويونس ، وذلك
لأنّ يونس قد توفّي في حياة الإمام الصادق عليهالسلام
، وقد توفّي الإمام عام ١٤٨ هـ ، فمن البعيد أن يروي ابن أبي عمير ( المتوفّى عام
٢١٧ هـ ) عن مثله إلاّ أن يكون معمَّراً قابلاً لأخذ الحديث من تلاميذ الإمام
الصادق الذين تُوفّوا في حياته ، ولذا لم يرو ابن أبي عمير عن الصادق عليهالسلام ولا عن الكاظم عليهالسلام كما سمعت عن الشيخ في ترجمة ابن أبي
عمير حيث قال : « وأدرك من الأئمّة ثلاثة عليهمالسلام
، أبا إبراهيم موسى عليهالسلام
ولم يرو عنه إلاّ شيئاً قليلاً » كما عليه النجاشي حيث قال : لقي أبا الحسن موسى عليهالسلام وسمع منه أحاديث ، كنّاه في بعضها فقال
: يا أبا أحمد. [٢]
وعلى ضوء ما ذكرنا فلعلّ الواسطة
الساقطة كانت ثقة وإن كان يونس