اسم الکتاب : نظريّة النقد العربي رؤية قرآنيّة معاصرة المؤلف : الصّغير، محمد حسين علي الجزء : 1 صفحة : 17
٣
ـ الصورة عند النقاد المحدثين
على الرغم من الاتجاه السائد عند النقاد
المعاصرين من العرب والغربيين والمستشرقين في محاولة دراسة الصورة الفنية لأي عمل
أدبي ، فإن حقيقة الصورة ما زالت موضع اختلاف لديهم في مجالات التحديد ، ويذهبون
بذلك مذاهب هي أقرب إلى الغموض منها إلى الوضوح.
لقد عرف ( فان van ) الصورة بقوله :
« الصورة كلام مشحون شحناً قوياً ، يتألف عادة من عناصر محسوسة ، خطوط ، ألوان ،
حركة ، ظلال ، تحمل في تضاعيفها فكرة أو عاطفة أي إنها توحي بأكثر من المعنى
الظاهر ، وأكثر من انعكاس الواقع الخارجي ، وتؤلف في مجموعها كلاً منسجماً » [١].
وهذا يعني أنها مجموعة العناصر المحسوسة
التي ينطوي عليها الكلام ، وتوحي بأكثر مما تحمله من تضاعيف المعنى الظاهر ، وإنها
تنحصر في جانبين :
١ ـ الجانب الحسي المرتكز على الفكرة
والعاطفة والمشاهدة.
٢ ـ الجانب الإيحائي الذي يضفي على
الشكل أكثر من تفسيره الظاهري.
وعرف « بوند » الصورة بأنها « ما ينقل
عقدة فكرية أو عاطفية في لحظة زمنية » [٢].
فهي عنده الوسيلة التي تعبر في طريقة عرضها من مركب فكري ، أو إحساس عاطفي مرتبطين
بلحظة زمنية معينة.
[١] روز غريب ، تمهيد في النقد الحديث : ١٩٢ وما بعدها.