ينقل الأُستاذ فريد وجدي نقلاً عن دائرة
معارف « لاروس » :
« أنّ تلاميذ المسيح الأوّليّين الذين
عرفوا شخصه ، وسمعوا قوله ، كانوا أبعد الناس عن اعتقاد أنّه أحد الأركان الثلاثة
المكونة لذات الخالق وما كان بطرس أحد حوارييه ، يعتبره إلاّ رجلاً موحى إليه من
عند الله ، أمّا بولسن فإنّه خالف عقيدة التلامذة الأقربين لعيسى وقال : إنّ
المسيح أرقى من إنسان وهو نموذج إنسان جديد أي عقل سام متولد من الله » [١].
إنّ التاريخ البشري يرينا أنّه طالما
عمد بعض أتباع الأنبياء ـ بعد وفاة الأنبياء أو خلال غيابهم ـ إلى الشرك والوثنية ـ
تحت تأثير المضلّين ـ وبذلك كانوا ينحرفون عن جادة التوحيد الذي كان الهدف الأساسي
والغاية القصوى لأنبياء الله ورسله.
إنّ عبادة بني إسرائيل للعجل وترك
التوحيد الذي هداهم النبي العظيم موسى له ، لمن أفضل النماذج لما ذكرناه وهو ما
أثبته القرآن والتاريخ للأجيال القادمة ، وعلى هذا فلا داعي للعجب إذا رأينا تسرب
خرافة « التثليث » إلى العقائد النصرانية بعد ذهاب السيد المسيح عليهالسلام وغيابه عن أتباعه.
إنّ تقادم الزمن قد رسخ موضوع « التثليث
» وعمّقه في قلوب النصارى وعقولهم بحيث لم يستطع حتى أكبر مصلح مسيحي ونعني « لوثر
» الذي هذّب العقائد المسيحية من كثير من الأساطير والخرافات وأسس المذهب
البروتستانتي ، لم يستطع لوثر هذا من التخلّص من مخالب هذه الخرافة وأحابيلها.