اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 47
شبهات
وردود
فيما يلي نعرض بعض الشبهات التي روّجها
البعض متشبّثاً بها للدلالة علىٰ وقوع التحريف ، وسنبيّن وجوه اندفاعها :
الأولىٰ
: أنّه كان لأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام
مصحف غير المصحف الموجود ، وقد أتىٰ به إلىٰ القوم فلم يقبلوا منه ، وكان
مصحفه
مشتملاً علىٰ أبعاض ليست موجودة في القرآن الذي بين أيدينا ، ممّا يترتّب
عليه أنّ المصحف الموجود ناقصٌ بالمقارنة مع مصحف أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهذا هو التحريف الذي وقع الكلام فيه.
نقول : نعم ، تفيد طائفةٌ من أحاديث
الشيعة وأهل السنة أنّ علياً عليهالسلام
اعتزل الناس بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ليجمع القرآن العظيم ، وفي بعض الروايات : أنّ عمله ذاك كان بأمر الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأنّه عليهالسلام
قال : لا أرتدي حتّىٰ أجمعه ، وروي أنّه لم يرتدِ إلّا للصلاة حتّىٰ جمعه [١].
ولكن أعلام الطائفة يذكرون بأنّ غاية ما
تدلّ عليه الأحاديث أنّ مصحف علي عليهالسلام
يمتاز عن المصحف الموجود بأنّه ، كان مرتّباً علىٰ حسب النزول ، وأنّه قدّم
فيه المنسوخ علىٰ الناسخ ، وكتب فيه تأويل بعض الآيات وتفسيرها بالتفصيل
علىٰ حقيقة تنزيلها ، أي كتب فيه التفاسير المنزلة تفسيراً من قبل الله
سبحانه ، وأنّ فيه المحكم والمتشابه ،
[١]
أُنظر : شرح ابن أبي الحديد ١ : ٢٧ ، الاتقان ١ : ٢٠٤ ، أنساب الاشراف ١ : ٥٨٧ ، الطبقات
الكبرىٰ ٢ : ٣٣٨ ، مناهل العرفان ١ : ٢٤٧ ، كنز العمال ٢ : ٥٨٨ / ٤٧٩٢.
اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 47