اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 22
فالجور عليه أضيق » [١]. مع أنّ ذلك أقلّ أهمية وخطورة من أمر
تحريف القرآن بكثير ؟! إذن فإمضاؤه عليهالسلام
للقرآن الموجود في عصره دليلٌ قاطعٌ علىٰ عدم وقوع التحريف فيه.
١٣ ـ اهتمام أهل البيت عليهمالسلام البالغ في القرآن
الكريم وحثُّ أصحابهم علىٰ تلاوة القرآن الكريم وختمه ، وبيانهم عليهمالسلام
لمنزلة قارئ القرآن تارة ، وفضائل القرآن تارة أُخرىٰ ، كُلّ ذلك يدلُّ علىٰ نفي التحريف ، لعدم
توجّه مثل هذه العناية إلىٰ كتاب محرّف.
١٤ ـ اعتقاد الكل بكون القرآن حجّة
بالغة ينافي التحريف من كل وجه ، ولا يعقل اتخاذ ماهو محرّف حجة ، ولو فرض
حصول التحريف لسقط الاستدلال به لاحتمال التحريف بالدليل ، ولا يوجد فرد
واحد قط استدل بالقرآن وأشكل عليه آخر بتحريف الدليل.
١٥ ـ وأخيراً فإنّ صلاة الإمامية
بمجرّدها دليلٌ علىٰ نفي التحريف في كتاب الله العزيز ؛ لأنّهم يوجبون بعد
فاتحة الكتاب ـ في كلِّ من الركعة الأولىٰ والركعة الثانية من الفرائض
الخمس ـ سورةً واحدةً تامّة غير الفاتحة
من سائر السور التي بين الدفتين ، وفقههم صريح بذلك ، فلولا أنّ سور القرآن
بأجمعها كانت في زمن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
علىٰ ما هي الآن عليه في الكيفية والكمية ما تسنّىٰ لهم هذا القول ، ولا
أمكن ان يقوم لهم عليه دليل. ولو كانوا يعتقدون بوجود سورٍ ساقطة عن القرآن
الكريم لنصّوا علىٰ جواز القراءة بها ، ولما اشترطوا في السورة التي بعد
الفاتحة أن تكون من وراء القرآن التي بين الدفّتين.