اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 104
١ ـ كيف تفقد آية من سورة الاحزاب ، وقد
اعتمد عين الصحف المودعة عند حفصة ، والكاتب في الزمانين هو زيد بن ثابت ؟
وقد كانت النسخة المعتمدة أصلاً كاملة إلّا آخر براءة ـ كما تقدم ـ فهل كان
الجمع الأوّل فاقداً لهذه الآية التي من الأحزاب ولسواها ؟ أم انهم لم
يعتمدوا النسخة التي عند حفصة ؟ وهل ليس ثمة مصاحف وحفّاظ لهذه الآية إلّا
رجل واحد ؟! من هذه الرواية وسواها تسرب الشكّ وبرزت الشبهة للذين يحلو لهم
القول بتحريف القرآن ، وقد رأيت أنّ مستندهم ضعيفٌ متهافتٌ لا يمكن
الاعتماد عليه ، ولا أدري هل من قبيل المصادفة أنّ الآية تضيع في زمان أبي
بكر وتوجد عند خزيمة بن ثابت ، وتضيع غيرها في زمان عثمان وتوجد عند خزيمة
أيضاً ، فهل كان خزيمة معدوداً في الذين جمعوا القرآن ، أو الذين أمر رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
بأخذ القرآن عنهم ؟
٢ ـ هذه الرواية ومثيلاتها مضطربةٌ في
تعيين من تولىٰ الكتابة لمصحف عثمان ، وكذا الذي تولّىٰ الاملاء ، فصريح
بعض الروايات أنّ عثمان عيّن للكتابة زيداً وابن الزبير وسعيداً وعبدالرحمن
، وصريح بعضها الآخر أنّه عيّن زيداً للكتابة ، وسعيداً للإملاء ، وصريح
بعضها أنّ المملي كان أُبي بن كعب ، وأنّ سعيداً كان يعرب ما كتبه زيد ،
وفي بعضها أنّه عيّن رجلاً من ثقيف للكتابة ، وعين رجلاً من هذيل للاملاء ،
وعن مجاهد : « أنّ المملي أُبي بن كعب ، والكاتب زيد بن ثابت ، والذي
يعربه سعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث » [١].
٣ ـ الملاحظ في جميع هذه الروايات ، وكذا
في الرواية المذكورة آنفاً ،
[١]
أُنظر منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ٢ : ٤٣ ـ ٥٢.
اسم الکتاب : سلامة القرآن من التحريف المؤلف : الكعبي، علي موسى الجزء : 1 صفحة : 104