والمتشابه : ما كان المراد به لا يعرف
بظاهره بل يحتاج إلى دليل ، وذلك ما كان محتملاً لأُمور كثيرة أو أمرين ، ولا يجوز
أن يكون الجميع مراداً فانّه من باب المتشابه. وإنّما سمّي متشابهاً لاشتباه
المراد منه بما ليس بمراد ، وذلك نحو قوله : ( يا حسرتى عَلى ما
فرّطت في جَنْب اللّه )[٥] ، وقوله : (
وَالسَّماوات مَطوِياتٌ بِيَمِينهِ )[٦] ، وقوله : ( تَجْري
بِأَعْيُنِنا )[٧] ، ونظائر
ذلك من الآي التي المراد منها غير ظاهرها. [٨]
٢. قال الراغب : المتشابه من القرآن ما
أشكل تفسيره لمشابهته بغيره إمّا من حيث اللفظ أو من حيث المعنى ، فقال الفقهاء :
المتشابه ما لا ينبئُ ظاهره عن مراده ، وحقيقة ذلك انّ الآيات عند اعتبار بعضها
ببعض ثلاثة أضرب : محكم على الإطلاق ، ومتشابه على الإطلاق ، ومحكم في وجه ومشابه
من وجه آخر. [٩]
٣. وقال المحقّق النهاوندي : لا ريب في
أنّ آيات الكتاب العزيز قسمان : محكم ، ومتشابه.
[٨] التبيان : ١ /
٩. ومراده من قوله : « المراد منها غير ظاهرها » هو الظاهر اليدوي المتزلزل ، دون
الظاهر المستقر الذي ينتهى إليه المفسر بعد الإمعان في الآية ونظائرها والقرائن
الأُخرى.