اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 162
٢. ابتغاء تأويله وإرجاعه إلى ما يتوافق
مع أهدافهم الفاسدة ، فهم مكان أن يتّبعوا الآيات المحكمة يتّبعون ما تشابه
للغايتين الفاسدتين. فاتّباع المتشابه لإيجاد الفتنة وابتغاء تأويله يعرب عن أنّ
التشابه إنّما في دلالة الآية ، فيأخذون من الاحتمالات ما يمكّنهم من الفتنة وجعل
الآية حجّة لما يتبنّون من الأهواء.
٢. انّه يصف الآيات المحكمة بأنّها أُمّ
الكتاب ، ومعنى ذلك إرجاع ما تشابه إلى الأُمّ ؛ فيجب أن تكون الأُم واضحة الدلالة
، بيّنة المعالم ، حتى تفسر بها الآيات المتشابهة.
٣. انّ الآية تبحث عن تأويل المتشابه ،
فانّ التأويل في الآية ( كما سيوافيك في فصل مستقل ) إرجاع الآية بالتدبّر فيها
وسائر الآيات الواردة في موضوعها إلى المعنى المقصود ، وهذا يناسب كون المحور في
وصف القرآن بهما هو دلالة الآية وظهورها ، فالآيات القرآنية بما انّها ليست على
نسق واحد في الدلالة وعلى درجة واحدة في إفهام المراد تنقسم إلى محكمة ومتشابهة.
فالمحكم ما لا يحتمل إلاّ معنى واحداً ،
والمتشابه ما يحتمل وجوهاً متعدّدة وكان بعض الوجوه مثيراً للريب والشبهة ،
والتأويل إرجاع الآية بالتدبّر فيها وما ورد في موضوع الآية من الآيات ، إلى
المعنى المقصود.
هذا هو المعنى المقصود من الآية من
المراحل الثلاثة :
أ. المحكم وما يراد به.
ب. المتشابه وما يراد به.
ج. التأويل وما يراد به في الآية.
وقد سبقنا في تفسير الآية بهذا النحو
لفيف من العلماء.
١. قال الشيخ الطوسي : المحكم ما أنبأ
لفظه عن معناه من غير اعتبار أمر ينضم إليه سواء كان اللفظ لغوياً أو عرفيّاً ،
ولا يحتاج إلى ضروب من التأويل.
اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 162