اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 147
نفس القرآن ثم يطبّق
عليه سائر الضوابط من تدبّر سياق الآية وسياق السورة ، وسياق الآية العام في
القرآن كله.
والذي يؤخذ على هذا النوع من التفسير
أنّه أمر بديع قابل للاعتماد ، غير أنّه لا يكفي في تفسير الآيات الفقهية بلا
مراجعة السنّة ، لأنّها عمومات فيها مخصصها ، أو مطلقات فيها مقيدها ، أو مجملات
فيها مبينها.
نعم هذا النمط من التفسير يُغني عن كثير
من الأبحاث اللغوية التي طرحها المفسرون ، لأنّ المفسّـر في هذا النمط يريد أن
يستخرج معنى اللفظ منالتدبّر في النص القرآني ، نعم معاجم العربية وكتب التفسير
تعينه في بداية الأمر.
وربما يوجد في روايات أهل البيت في
مواضع ، هذا النوع من النمط ، وهو الدقة في خصوصيات الآية وجملها ومفرداتها.
١. روى الصدوق بإسناده عن زرارة قال :
قلت لأبي جعفر عليهالسلام : ألا تخبرني من أين علمت وقلت : إنّ
المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك فقال : « يا زرارة قاله رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ونزل به الكتاب من اللّه عزّ وجلّ ،
لأنّ اللّه عزّ وجلّ قال : ( فاغْسِلُوا
وُجُوهَكُم )
فعرفنا أنّ الوجه كلّه ينبغي أنّ يغسل ، ثم قال : ( وأيْدِيَكُمْ إلى
المَرَافِق )
فعرفنا أنّه ينبغي لهماأن يغسلا إلى المرفقين ، ثم فصل بين الكلامين فقال : ( وامسَحُوا
بِرؤُوسِكُم )
أنّ المسح ببعض الرأس لمكان « الباء » ثم وصل الرجلين بالرأس ، فعرفنا حين وصلهما
بالرأس أنّ المسح على بعضهما ، ثم فسر ذلك رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم للناس فضيّعوه » [١].
[١] الوسائل : ١ ،
الباب ٢٣ من أبواب الوضوء ، الحديث ١. والآية ٦ من سورة المائدة.
اسم الکتاب : المناهج التفسيريّة في علوم القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر الجزء : 1 صفحة : 147