اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر الجزء : 1 صفحة : 85
يستندون إلى ما في
القرآن من دعوة للتامل والتدبر ، والى ماروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : لكل آية ظهرٌ وبطنٌ ، ولكلّ حرفٍ حدٌّ
، ولكلِّ حدٍّ مطلعٌ و ... [١]
، وبذلك تأولوا آيات القرآن الكريم ، وفسروها بما يتناسب ورؤاهم ، ومن ذلك تفسير
قوله تعالى (وَإنَّ مِنَ الحِجارَةِ
لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأنْهارُ وإنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ
الماءُ وإنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ الله )[٢]
، فذكروا أن مراتب القلوب في القسوة مختلفة فالتي يتفجر منها الأنهار قلوب يظهر
عليها الغليان أنوار الروح بترك الملذات والشهوات وبعض الأشياء والمشبهة بخرق
العادات ، كما يكون لبعض الرهبانيين واليهود.
والتي تشقق (فَيَخْرُج مِنْهُ المَاءُ
) هي التي
يظهر عليها في بعض الأوقات عند انخراق الحُجُب البشرية من أنوار الروح فيريه بعض
الآيات والمعاني المعقولة كما يكون لبعض الحكماء والتي (يَهْبِطُ مِن خَشيَةِ الله ) مايكون لبعض أهل الأديان والملل من
قبول عكس أنوار الروح من وراء الحُجُب ، فيقع فيها الخوف والخشية وهذه المراتب
مشتركةٌ بين المسلمين وغيرهم [٣].
٣ ـ التفسير اللغوي : وقد تبنى أصحاب
هذا المنهج استخدام اللغة كاداةٍ أساسيةٍ في فهم النص القرآني واستخلاص معاني
الآيات منه باعتباره نصّاً أدبيّاً معجزاً ، ومن أشهر أصحاب هذا الاتجاه الفراء (
ت ٢٠٧ ) ، ومن ثمّ جاء أبو عبيده ( ت ٢١٠ ) ، واعقبهم في ذلك ثعلب ( ت ٢٩١ ) ،
وغيرهم ممن كتبوا في معاني القرآن ، وقد أوجد هذا الاتجاه حركةً واسعةً في مجال
الدراسات اللغوية ، فظهرت بعد ذلك آثار علمية في غريب القرآن وأمثال القرآن
ومصادرهاوغيرها [٤]
، وقد أكثر أصحاب هذا الإتجاه من الاستشهاد بالشعر العربي على الآيات القرآنية ،
وعنوا عنايةً خاصّةً باللغة صرفتهم عن الاشتغال بالقصص القرآني وتفصيل القول فيه [٥] ،