responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 84

( فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ ) [١].

وقد أفرد الغزالي كتاباً خاصّاً لنقض أفكارهم والتشهير بهم سماه فضائح الباطنية ، يقول في بعض فقراته :

ولمّا عجزوا عن صرف الخلقِ عن القرآن والسنة صرفوهم عن المراد بهما إلى مخاريق زخرفوها ، واستفادوا إبطال معاني الشرع ، وكلّ ماورد من الظواهر في التكاليف والحشر والنشر والأُمور الإلهية ، فكلها أمثلة ورموزٌ إلى بواطن [٢].

وذكر بعضاً من نماذجهم التفسيرية منها :

الزنى هو القاء نطفة العلم الباطن في نفس مَنْ لم يسبق معه عقد العهد.

والاحتلام : هو أن يسبق لسانه إلى إفشاء السر في غير محله ، فعليه الغسل ، أي تجديد المعاهدة.

أما نار إبراهيم فهي غضب نمرود لا النار الحقيقية.

وذبح إسماعيل معناه أخذ العهد عليه [٣].

ومثل هذا التفسير لم يجد رواجاً واسعاً ، خاصة وأنّه يخالف النصوص القرآنية مخالفةً صريحة ، كما ولم يدعمه أصحابه بما يوثقه من أحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو أحاديث الأئمة من أهل البيت باعتبارهم من القائلين بإمامة علي والحسنين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق عليهم‌السلام.

٥. المنحى الصوفي : وأصحاب هذا المذهب من المتصوفة الذين عرفوا بالاتجاه الروحي ، والذين يغلب عليهم طابع الزهد والتقشّف ، وقد حاول هؤلاء اخضاع القرآن الكريم إلى مايعتقدونه ، شأنهم بذلك شأن غيرهم من أصحاب المذاهب المختلفة ، وقدجاء تفسيرهم لآيات القرآن الكريم متميزاً بالرمزيّة واستعمال الإشارة في التعبير ، وهم في ذلك يلتقون مع الباطنية في بعض المواقف التفسيرية إزاء النصوص ، وهم في منحاهم هذا


[١] نفس المصدر ، ص ١٨١ ، مناهل العرفان للزرقاني ، ج ٢ ، ص ٧٤ والآية : الحديد ( ٥٧ ) ١٣.

[٢] الغزالي ، فضائح الباطنية ، تحقيق عبدالرحمن بدوي ، ص ٥٥.

[٣] الغزالي ، فضائح الباطنية ، ص ٥٥ ومابعدها.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست