responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 273

وفي ذلك دلالة على حدوثه ، لان مايوصف بالانزال وبانه مبارك يتنزل به لايكون قديما ، لان ذلك من صفات المحدثات [١].

ونجده في موضع اخر وعند تفسيره لقوله تعالى :

(مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [٢] يقول :

وفي الآية دليلٌ على ان القرآن غير الله ، وان الله هو المحدث له والقادر عليه ، لان ماكان بعضه خيراً من بعض او شراً من بعض فهو غير الله لامحالة ، وفيها دليل ان الله قادرٌ عليه وماكان داخلاً تحت القدرة فهو فعلٌ والفعلُ لايكون الا محدثاً ، ولانه لوكان قديماً لما صح وجود النسخ فيه ٣.

وظل الشيخ الطوسي متبنياً لراي الإماميّة في مسالة خلق القرآن ، ويستثمر لذلك الراي والدفاع عنه كل مناسبة يمكنه الحديث من خلالها حول هذا الموضوع ، ولذلك نراه عندما يفسر قوله تعالى : (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [٤]

يقول :

وفيه دلالةٌ على حدوثه ، لان المجعول هو المحدث ، ولان مايكون عربيّاً لايكون قديما لحدوث العربية ، فان قيل : معنى جعلناه سميناه ، لان الجعل قد يكون بمعنى التسمية ، قلنا : لايجوز ذلك ـ هاهنا ـ لانه لوكان كذلك لكان الواحد منا اذا سماه عربياً فقد جعله عربياً ، وكان يجب لوكان القرآن على ما هو عليه ، وسمّاه اعجمياً لن يكون اعجميا ، اوكان يكون بلغة العجم وسماه عربياً لن يكون عربياً ، وكل ذلك فاسد [٥].


[١] الطوسي ، التبيان ، ج ٧ ، ص ٢٢٦.

[٢] البقره ( ٢ ) الآية ١٠٦.

[٣] الطوسي ، التبيان ، ج ١ ، ص ٣٩٩.

[٤] الزخرف ( ٤٣ ) الآية ٣.

[٥] الطوسي ، التبيان ، ج ٩ ، ص ١٧٨.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست