اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر الجزء : 1 صفحة : 272
وهكذا يتضح اعتقاد الإماميّة في هذه
المسالة والى هذا المعنى اشار السيد الطباطبائي في الميزان بقوله :
ان اريد بالقرآن هذه الآيات التي
تتلوها بما انها كلام دالٌّ على معان ذهنيةٍ فهو ليس بحسب الحقيقة لاحادثاً ولا
قديماً ، وانما هو متصف بالحدوث بحدوث الاصوات التي هي معنونة بعنوان الكلام
والقرآن ، وان اريد به ما في علم الله من معانيها الحقة كان كعلمه تعالى بكل شيء
حقاً قديماً بقدمه ، فالقرآن قديمٌ اي علمه تعالى به قديمٌ [١].
اما الأشعري فيذهب إلى انّ :
القرآن باعتباره كلاماً يدل على معنى
العلم الالهي الذي هو عين الذات ، فانه قديمٌ من هذه الجهة ، وعليه فلا يمكن ان
يوصف بوصفٍ زماني ، فهو ليس بقديمٍ ولامخلوقٍ ولكنّه كلام الله [٢].
والشيخ الطوسي قال كغيره من علماء
الإماميّة بحدوث القرآن ، ودافع عن هذا بحماسٍ ، ومن ذلك قوله عند تفسيره للآية الكريمة
(مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ
إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ )[٣] :
وفي هذه الآية دلالةٌ على ان القرآن
محدث ، لانه تعالى اخبر انه ليس ياتيهم ذكر محدثٌ من ربهم الا استمعوه ، وهم
لاعبون ، ثم قال : والاستماع لايكون الا في الكلام ، وقد وصفه بانه محدثٌ فيجب
القول بحدوثه [٤].
كما واكد الشيخ الطوسي مثل هذا المعنى
عند تفسيره لقوله تعالى :