responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 106

تفسيره لقوله تعالى :

( ... رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ... ) [١] قال :

كان يجوز ان يؤاخذ الله العبد بما يفعله ناسياً أو ساهياً ، ولكن تفضل بالعفو في قوله تعالى ( لاَ يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ) [٢] ، ذكر ذلك البلخي وهذا غلط ، لأنّه كما لم يجزتكليف فعله ولاتركه لم يجز أنْ يؤاخذ به ولايشبه ذلك المتولد الذي لايصح تكليفه بعد وجود سببه لأنّه لايجوز أنْ يتعمد سببه وليس كذلك مايفعله من جهة السهووالنسيان [٣]

وعند تفسيره لقوله تعالى : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) [٤]

قال الطوسي :

واستدل أبوالقاسم البلخي بهذه الآية على أنّ العوض دائمٌ بأن قال : بيّن الله تعالى أنّه يحشر الحيوان كلّها ويعوضها ، فلوكان العوض منقطعاً لكان إذا أماتها استحقّت أعواضاً أُخر على الموت وذلك بتسلسلٍ ، فدلّ على أنّه دائم ، وليس هذا بشيء ، لأنّه يجوز أنْ يميت الله الحيوان على وجه لايدخل عليهم الألم ، فلايستحقون عوضاً ثانياً ، فالأوّلى أنْ يقول : إنْ دام تفضلاً منه تعالى [٥].

وفي تفسيره لقوله تعالى :

( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ) [٦]

قال الطوسي :

وقال البلخي: في الآية دلالة على أنّه لاينصرف أحد عن المعصية إلا بلطف الله عز وجل،


[١] البقره ( ٢ ) الآية ٢٨٦.

[٢] البقرة ( ٢ ) الآية ٢٨٦.

[٣] الطوسي ، التبيان ، ج ٢ ، ص ٣٨٥ و ٣٨٦.

[٤] فاطر ( ٣٥ ) الآية ٢٤.

[٥] الطوسي ، التبيان ، ج ٤ ، ص ١٣.

[٦] يوسف ( ١٢ ) الآية ٣٣.

اسم الکتاب : الشيخ الطوسي مفسراً المؤلف : خضير جعفر    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست