اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 85
ذلك ، من غير نظر في
متونها وأسانيدها ، ولذا تجد في روايات الواحد منهم ما يعارض ما رواه الآخر ، بل
تجد ذلك في أخبار الكتابين بل الكتاب الواحد للمؤلّف الواحد ، وترى المحدّث يروي
في كتابه الحديثي خبراً ينصّ على عدم قبول مضمونه في كتابه الفقهي أو الإعتقادي ،
لذلك فالرواية أعمّ من القبول والتصديق بالمضمون.
فلا يجوز نسبة مطلب إلى راوٍ أو محدّث
بمجرد روايته أو نقله لخبر يدلّ على ذاك المطلب ، إلاّ إذا نصّ على الإعتقاد به أو
أورده في كتاب التزم بصحّة أخباره ،
أو ذكره في كتاب صنّفه في بيان
اعتقاداته أو فتاواه.
وهل يوجد عند الشيعة كتاب التزم فيه
مؤلّفه بالصحّة من أوّله إلى آخره؟ الجواب : لا ، وهذا هو الأمر :
٢ ـ لا كتاب عند الشيعة صحيح كلّه
الثاني
: إنّه لا يوجد كتاب واحد من بين كتب الشيعة
وصفت أحاديثه جميعها بالصحّة ، وقوبلت بالتسليم والقبول لدى الفقهاء والمحدّثين ،
ولذا نجد أنّ أحاديث الشيعة ـ وحتى الواردة في الكتب الأربعة [١] التي عليها المدار في استنباط الأحكام
الشرعية ـ قد تعرّضت لنقد علماء الرجال وأئمّة الجرح والتعديل ، فكل خبر أجتمعت
فيه شرائط الصحّة ، وتوفّرت فيه مقتضيات القبول اخذ به ، وكلّ خبر لم يكن بتلك
المثابة ، ردّ ، أياً كان مخرجه وراويه والكتاب الذي أخرج فيه [٢].
[١] هي : الكافي
للكليني ، من لا يحضره الفقيه للصدوق ، التهذيب والاستبصار للطوسي.
[٢] مقباس الهداية
في علم الرواية للمامقاني ط مع تنقيح المقال.
اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 85