اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 44
باسم المعارض ـ!
فاختلف الحاضرين ، منهم من يقول :
قرّبوا يكتب لكم النبي كتاباً لن تضلوا بعده ، ومنهم من يقول ما قال عمر!
فلما أكثروا ذلك عنده صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لهم : قوموا عنّي [١].
وليس نحن الآن بصدد محاسبة هذا الرجل
على كلامه هذا الذي غيّر مجرى التأريخ ، وحال دون ما أراده الله والرسول لهذه
الامة من الخير والصلاح والرشاد ، إلى يوم القيامة ، حتى أنّ ابن عباس كان يقول ـ
فيما يروى عنه ـ :
« إنّ الرزيّة كل الرزيّة ما حال بين
رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين كتابه
» [٣].
وإنّما نريد الإستشهاد بقوله : « إن
عندنا القرآن ، حسبنا كتاب الله » الصريح في وجود القرآن عندهم مدوّناً مجموعاً
حينذاك ، ويدل على ذلك أنّه لم يعترض عليه أحد ـ لا من القائلين قرّبوا يكتب لكم
النبي كتاباً ، ولا من غيرهم ـ بأنّ سور القرآن وآياته متفرقة مبثوثة ، وبهذا تم
لعمر بن الخطاب والقائلين مقالته ما أرادوا من الحيلولة بينه صلىاللهعليهوآلهوسلم وبين كتابة الكتاب.
[١] راجع جميع
الصحاح والمسانيد والتواريخ والسير وكتب الكلام ، تجد القضية باختلاف ألفاظها
وأسانيدها.