وقال أحمد بن عبدالرحيم الدهلوي في (
حجّة الله البالغة ) : « وأمّا الصحيحان فقد اتّفق المحدّثون على أنّ جميع ما
فيهما من المتّصل المرفوع صحيح بالقطع ، وأنّهما متواتران إلى مصنّفيهما وأنّ كلّ
من يهوّن أمرهما فهو مبتدع متّبع غير سبيل المؤمنين ».
أقول
: إنّ البحث عن « الصحيح » و « الصحاح »
و « الصحيحين » طويل عريض لا نتطرّق هنا إليه ، عسى أن نوفّق لتأليف كتاب فيه ...
لكنّا نقول بأنّ الحقّ مع من خالف ابن الصلاح ، وأنّ ما ذكره الدهلوي مجازفة ،
وأنّ الإجماع على أحاديث الصحيحين [٢]
غير قائم .. نعم .. ذاك هو المشهور .. لكنّه لا أصل له .. وسنبّين هذا بإيجاز :
الكلام حول الصحيحين
والحقيقة ... أنّا لم نفهم حتى الآن
السبب في تخصيص هذا الشأن بالكتابين ، وذكر تلك الفضائل لهما [٣] دون غيرهما من كتب
[١] تدريب الراوي ـ
شرح تقريب النواوي ١ : ١٣١ ـ ١٣٤.
[٢] ونخصّ الصحيحين
بالبحث ، لأنّه إذا سقط ما قيل في حقّهما سقط ما قيل في حق غيرهما بالأولوية ،
ونعبّر عنهما بالصحيحين لأنّهما موسوما بهذا الاسم.
[٣] ذكروا للبخاري
خاصّة ما لا يصدّق ، ففي مقدّمة فتح الباري ـ ص ١١ ـ : ذكر الإمام القدوة أبو محمد
بن أبي جمرة في اختصاره للبخاري ، قال : قال لي من لقيمته من العارفين ممّن لقي من
السادة المقرّ لهم بالفضل : إنّ صحيح البخاري ما قرئ في شدّة إلاّ فرّجت ، ولا ركب
به في مركب فغرق ؛ قال : وكان مجاب الدعوة وقد دعا لقارئه » وفيها ـ ص ٤٩٠ ـ : قال
شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي ـ فيما
اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 296