اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 219
إذا أقمناه بألسنتنا
كا الخطّ غير مفسد ولا محرّف من جهة تحريف الألفاظ وإفساد الإعراب ـ فقد أبطل ولم
يصب ، لأنّ الخطّ منبئ عن النطق ، فمن لحن في كتبه فهو لاحن في نطقه ، ولم يكن
عثمان ليؤخّر فساداً في هجاء ألفاظ القرآن من جهة كتبٍ ولانطق ، ومعلوم أنّه كان مواصلاً
لدرس القرآن ، متقناً لألفاظه ، موفقاً على ما رسم في المصاحف المنفذة إلى الأمصار
والنواحي ...
ثم قال ابن أشتة. أنبأت محمد بن يعقوب ،
أنبأنا أبو داود سليمان بن الاشعث ، أنبأنا أحمد بن مسعدة ، أنبأنا إسماعيل ،
أخبرني الحارث بن عبد الرحمن ، عن عبد الأعلى بن عبدالله بن عامر ، قال : لمّا فرغ
من المصحف اتي به
عثمان فنظر فيه فقال : أحسنتم وأجملتم ،
أرى شيئاً سنقيمه بألسنتنا.
فهذا الأثر لا إشكال فيه ، وبه يتّضح
معنى ما تقدّم ، فكأنّه عرض عليه عقب الفراغ من كتابته فرأى فيه شيئاً كتب على
لسان قريش ، كما وقع لهم في ( التابوة ) و( التابوت ) ، فوعد بأنّه سيقيمه على
لسان قريش ، ثمّ وفى بذلك عند العرض والتقويم ، ولم يترك فيه شيئاً. ولعلّ من روى
تلك الآثار السابقة عنه حرّفها ، ولم يتقن اللفظ الذي صدر عن عثمان ، فلزم منه ما
لزم من الإشكال ، فهذا أقوى ما يجاب عن ذلك. ولله الحمد.
وبعد ، فهذه الأجوبة لا يصحّ منها شيء
عن حديث عائشة. أمّا الجواب بالتضعيف فلأنّ إسناده صحيح كما ترى ، وأمّا الجواب
بالرمز وما بعده فلأنّ سؤال عروة عن الأحرف المذكورة يطابقه ، فقد أجاب عنه ابن
أشته ـ وتبعه ابن جبارة في شرح الرائية ـ بأنّ معنى قولها « أخطأوا » أي في اختيار
الأولى من الأحرف السبعة لجمع الناس عليه ، لا أنّ الذي
اسم الکتاب : التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 219