responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاَمثال في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 212

فقد وصف الظمآن بصفات عديدة:

الاَُولى: حسبان السراب ماءً ،كما قال سبحانه: (كَسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء).

الثانية: إذا وصل إلى السراب لم يجده شيئاً نافعاً، كما قال سبحانه (حتّى إذا جاءه لم يجده شيئاً ) وإنّما خصّ الظمآن به مع أنّ السراب يتراءى ماء لكلّ راءٍ، لاَن المقصود هو مجيء الرائي إلى السراب، ولا يجيئه إلاّ الظمآن ليرتوي ويرفع عطشه.

الثالثة: عند ما يشرف على السراب لا يجد فيه ماءً، ولكن يجد الله سبحانه عنده، كما قال سبحانه: (وَوَجد الله عنده ).

وهذا خبر عن الظمآن، ولكن المقصود منه في هذه الجملة هو الكافر، والمعنى وجد أمر الله ووجد جزاء الله ، وذلك عند حلول أجله واشرافه على الآخرة.

فالكافر يتصوّر أنّ ما يقدم من قرابين وأذكار سوف ينفعه عند موته و بعده، وسوف تقوم الآلهة بالشفاعة له، ولكن يتجلّـى له خلاف ذلك وانّ الاَمر أمر الله لا أمر غيره فلا يجدون أثراً من ألوهية آلهتهم.

فعند ذلك يجدون جزاء أعمالهم، كما يقول سبحانه: (فَوَفّاهُمُ اللهُ حسابهم ).

ثمّ إنّه سبحانه يصف نفسه بقوله: (وَاللهُ سريع الحساب ).

وبذلك تبين انّ الآية المباركة لبيان حال الظمآن الحقيقى إلى قوله: (لم يجده شيئاً )، كما أنّها من قوله (ووجد... ) يرجع إلى الظمآن لكن بالمعنى المجازي وهو الكافر.

اسم الکتاب : الاَمثال في القرآن المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست