"الهشيم": ما يكسر و يحطم في يبس النبات، و"الذر" و التذرية: تطيير
الريح الاَشياء الخفيفة في كلّ جهة.
تحدّث التمثيل السابق عن عدم دوام نعم الدنيا التي ربما يعتمد عليها
الكافر، ولاَجل التأكيد على تلك الغاية المنشودة أتى القرآن بتمثيل آخر يجسم
فيها حال الحياة الدنيوية وعدم ثباتها بتمثيل رائع يتضمن نزول قطرات من
السماء على الاَراضي الخصبة المستعدة لنمو البذور الكامنة فيها، فعندئذٍ تبتدىَ
الحركة فيها بشقها التراب وإنباتها وانتفاعها من الشمس إلى أن تعود البذور
باقات من الاَزهار الرائعة، فربما يتخيل الاِنسان بقاءها ودوامها، فإذا بالاَعاصير
والعواصف المدمِّرة تهب عليها فتصيرها أعشاباً يابسة، وتبيدها عن بكرة أبيها
وكأنّها لم تكن موجودة قط. فتنثر الرياح رمادها إلى الاَطراف، فهذا النوع من