[١] كما عن المنتهى , وشرح نجيب الدين , وغيرهما. والمراد من القصد الإرادة , كما فسرت النية بها في أكثر محكي عبارات الأصحاب , بل في محكي رسالة الفخر : أنه عرّفها المتكلمون بأنها إرادة من الفاعل للفعل , وعرفها الفقهاء بأنها إرادة إيجاد الفعل المطلوب شرعاً على وجهه , ونحوه ما عن التنقيح , وفي محكي حواشي الشهيد : أنها عند المتكلمين إرادة بالقلب يقصد بها إلى الفعل , وعند الفقهاء إرادة الفعل , وعن شرح المفاتيح أنها الباعثة على العمل المنبعثة عن العلم , ونحوه ما عن العلامة الطباطبائي 1 وإن كان الظاهر من لفظ القصد أنه غير الإرادة , وأنه السعي نحو الشيء , ولذا يتعلق بالأعيان الخارجية , فتقول : قصدت زيداً , ولا تقول : أردت زيداً , إلا على معنى : أردت الوصول إليه. بنحو من العناية. لكن من المعلوم أن المراد منه في المقام هو الإرادة , كما يستعمل فيها عرفاً كثيراً.
[٢] لأن الوضوء عبادة اتفاقاً , بمعنى أنه لا يترتب عليه الأثر إلا إذا جاء به العبد بعنوان العبادة , ولا ينبغي التأمل في أنه يعتبر في تحقق العنوان المذكور كون الإتيان بالفعل عن داعي أمر المولى , بمعنى كون أمر المولى هو الموجب لترجيح وجود الفعل على عدمه في نظر العبد , الموجب ذلك لتعلق إرادته به.
هذا ولأجل أن مجرد كون الفعل مأموراً به لا يوجب رجحانه في نظر العبد ذاتاً , وإنما يوجب رجحانه عرضاً بلحاظ عناوين أخر , تعرض المصنف ; كغيره لتلك العناوين ( فمنها ) : كون الفعل حقاً من حقوق المولى , فيفعله أداء لحقه ( ومنها ) : كونه شكراً له على نعمة
اسم الکتاب : مستمسك العروة الوثقى- ط بیروت المؤلف : الحكيم، السيد محسن الجزء : 2 صفحة : 461