اسم الکتاب : فلسفة الحج في الاسلام المؤلف : الشيخ حسن طراد الجزء : 1 صفحة : 209
وإذا كان لربط مبنى هذه الكلمة من
الناحية اللفظية الصياغية بمصدرها وقع إيجابي في نفس القارىء الكريم والحاج العزيز
فنحن نرى أن أقرب منطلق لها هو المعرفة بمعناها الإيجابي الذي اعتبره الله سبحانه
علة لإيجاد الكون بما فيه الإنسان وذلك على ضوء التفسير الذي يفيد أن المراد
بالعبادة الواردة في قوله تعالى :
هو المعرفة ـ وذلك لأن المعرفة الصحيحة
هي مصدر العقيدة الصحيحة والعبادة المطلوبة لله تعالى المقربة منه ـ ويصح تقسيمها
بلحاظ متعلقها إلى قسمين :
الأول
: المعرفة الأساسية الأصلية وهي المتعلقة
بأصول الدين المعهودة التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد ـ وقد أشرت إليها
بأسلوب علمي مختصر في أكثر من حديث من أحاديث الجزء الأول من وحي الإسلام.
القسم
الثاني من المعرفة : هو المعرفة
المتعلقة بفروع الدين المتفرعة على أصوله وقد فرقوا بين هذين القسمين من المعرفة
بأن الأول يجب أن يكون حاصلاً من الدليل القاطع الثابت لدى العارف المعتقد ولو كان
ذلك الدليل مختصراً فطرياً موجبا للاعتقاد الجازم ولا يجوز فيه تقليد الآخرين مهما
سمت مرتبتهم العلمية.
وأما القسم الثاني : فالمكلف مخير بين
أن يحصله بالاجتهاد والدليل الصحيح المعتبر وأن يقلد فيه المجتهد الواجد لشروط