responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فلسفة الحج في الاسلام المؤلف : الشيخ حسن طراد    الجزء : 1  صفحة : 196

ليعرف كل واحد منهما وفاء الآخر وإخلاصه له وهكذا.

السؤال الثاني : ما معنى أن يبتلي الله عباده بهذه المحن والمصائب وهو أرحم الراحمين الذي سبقت رحمتهُ غضبَه ووسعت كل شيء؟

وحاصل الجواب على السؤال الأول أن الامتحان مرةً يكون للتعرف على حال الممتحَن والإطلاع على وضعه وأخرى يكون من أجل أن يعرف الإنسانُ نفسه ويطلعَ الآخرون على واقع حاله من حيث قوة الإيمان وضعفه والممتنع في حقه سبحانه هو الأول دون الثاني كما هو واضح.

وفلسفة هذا الامتحان بمعناه الثاني هي أن الكثير من الناس يكون في حال الرخاء والسلام على حالة جيدة من الالتزام الديني والبروز بالمظهر الحسن الذي يُوحي للآخرين بأن أحدهم قد بلغ المرتبة العالية في الالتزام الشرعي وربما طرأ عليه الإعجاب والغرور بحاله وحصل له الاطمئنان بأنه قد بلغ هذه الدرجة.

وحيث أن الله هو الحق فلا يرضى من الإنسان إلا بالإيمان الحق القائم على أساسٍ ثابتٍ وراسخ ولا يُعرف واقع ذلك إلا بعد مرور الشخص بتجربة صعبة ومحنة شديدة اشار الله سبحانه إلى بعض أنواعها بالآية المذكورة.

وفي حال إصابته بشيء من ذلك إذا بقي على وضعه الأول من الالتزام بخط السماء بالإيمان الصادق والاستقامة في خط التقوى ـ يُعرف أنه قوي العقيدة وثابت الموقف لا تزيده المصيبةُ إلا ثباتاً على منهج الحق بعقيدته واستقامته وتسليمه لقدر الله سبحانه ورضاه به منتظراً أحد أمرين إما الفرج والسلامة ليقابل ذلك بشكر الله سبحانه على تفضله باستجابة دعائه وكشف بلائه أو استمرار المصيبة وبقاءها إلى أجل غير مسمى ليقابل

اسم الکتاب : فلسفة الحج في الاسلام المؤلف : الشيخ حسن طراد    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست