اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 9 صفحة : 352
وحكى فخر الإسلام [1] عن والده أنّ في
المسألة أقوالاً أُخر ثلاثة : بين حاكم بتوقّف التملّك على الإنضاض ؛ نظراً إلى
عدم وجود الربح في الخارج ، بل هو مقدّر موهوم ، والمملوك لا بُدّ أن يكون محقّق
الوجود ، فيكون الظهور موجباً لاستحقاق الملك بعد التحقق.
وقائلٍ بتوقّفه
على القسمة ؛ لاستلزام التملّك قبلها شيوع النقصان الحادث بعد ذلك في المال كسائر
الأموال المشتركة ، والتالي باطل ، لانحصاره في الربح ، ولأنه لو ملك لاختصّ بربحه
، ولأنّ المضاربة معاملة جائزة والعمل فيها غير مضبوط فلا يستحقّ العوض فيها إلاّ
بتمامه كمال الجعالة.
ووافقه ثالث في
اعتبار القسمة إلاّ أنه جعلها كاشفة عن الملك لا مُملّكة ؛ لأن القسمة ليست من
الأسباب المُملّكة ، لانحصار المقتضي للملك في العمل خاصّة ، وهي دالّة على تمامه
الموجب للملكيّة.
وهذه الأقوال مع
كونها اجتهادات صرفة في مقابلة النصوص المعتبرة ، غير معروفة القائل بين الخاصّة
والعامّة ، إلاّ الثاني خاصّة فقد جعله في التذكرة [2] للشافعي في أحد
قوليه وأحمد في إحدى الروايتين ، ووافقا في الباقي على الأوّل [3] مضعَّفة ،
فالأوّل : أوّلاً بمنع عدم وجود الربح قبل الإنضاض ؛ لعدم انحصار المال في النقد ،
فإذا ارتفعت قيمة العروض فرأس المال منه ما قابل رأس المال والزائد ربح ، وهو
محقّق الوجود.