اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 9 صفحة : 108
المتقدّمة الآمرة
بالتقويم لمكان الحمل ، الصريحة في كونه عن زنا ، لمكان الحكم بالحدّ المنحصر في
صورته بالنص والإجماع ، ولو لا أنّه حرّ لما حصل بحمله استيلاد وإفساد موجب
للتقويم.
ولعلّ الحكمة أنه
ليس زنا محضاً بسبب ملكه لبعضها الموجب لحصول الفراش ، كما صرّح به بعض النصوص
المتقدّمة ، ومن هنا حكم جماعة [1] بأنّ الواجب هنا من الحدّ الجلد خاصّة وإن كان محصناً ،
لأنّه الذي يقبل التبعيض.
وهو حسن ؛ لإطلاق
النصوص المتقدّمة ، إلاّ أنّه ربما ينافيه بعض المعتبرة : عن رجل وقع على مكاتبته
، قال : « إن كانت أدّت الربع جلد وإن كان محصناً رجم ، وإن لم يكن أدّت شيئاً
فليس عليه شيء » [2].
لكن ربما يعارضه
إطلاق الخبرين ، أحدهما الصحيح : عن جارية بين رجلين أعتق أحدهما نصيبه منها ، فلمّا
رأى ذلك شريكه وثب على الجارية فوقع عليها ، قال : فقال : « يجلد الذي وقع عليها
خمسين جلدة ، ويطرح عنه خمسون جلدة ، ويكون نصفها حرّا ، ويطرح عنها من النصف
الباقي الذي لم يعتق إن كانت بكراً عشر قيمتها ، وإن كانت غير بكر نصف عشر قيمتها
، وتستسعي هي في الباقي » [3] ونحوه الثاني [4] ، فتأمّل.
[1] منهم : الشهيد
الثاني في المسالك 1 : 211 والمحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة 8 : 393 ، وصاحب
الحدائق 19 : 475.