ومنها : [ كيف ] يؤخذ الجزية عن المجوس ولم ينزل عليهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي؟ فقال : « بلى قد أنزل الله تعالى عليهم كتاباً وبعث إليهم نبيّاً » [1].
ومنها : « إنّما ألحقوا باليهود والنصارى في الجزية والدّيات لأنّهم كان لهم فيما مضى كتاب » [2].
وقريب منها رواية أُخرى : عن المجوس ، فقال : « كان لهم نبيّ قتلوه ، وكتاب أحرقوه ، أتاهم نبيّهم في اثني عشر ألف جلد ثور. وكان يقال له : جاماست » [3].
وظاهر هذه الأخبار أنّهم من أهل الكتاب ، كما صرّح جملة من الأصحاب [4] ، لا أنهم ملحقون بهم.
( والبحث ) هنا يقع في أُمور ثلاثة.
( وهي ) أي الجزية ( تؤخذ من اليهود والنصارى ) اتّفاقاً فتوًى ونصّاً كتاباً وسنةً مستفيضة ، كما عرفتها.
( وممّن له شبهة الكتاب ، وهم المجوس ) كما هو الأشهر الأقوى ، بل لا خلاف فيه صريحاً إلاّ من العماني ، فألحقهم في ظاهر كلامه بسائر
[1] أمالي الصدوق : 280 / 1 ، الوسائل 15 : 128 أبواب جهاد العدو ب 49 ح 7 ما بين المعقوفين أضفناه من المصدر.
[2] المقنعة : 270 ، الوسائل 15 : 128 أبواب جهاد العدو ب 49 ح 8.
[3] التهذيب 6 : 175 / 350 ، الوسائل 15 : 127 أبواب جهاد العدو ب 49 ح 3.
[4] منهم : ابن زهرة في الغنية : 584 ، والحلبي في الكافي في الفقه : 249 ، والشهيد الثاني في الروضة البهية 2 : 388.