اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 7 صفحة : 405
والذي يقتضيه
النظر في الجمع بين هذه الأخبار حمل تعدد هذه الغايات على تفاوت مراتب الفضل
والاستحباب ، فأعلاها الرجوع إلى موضع الخطيئة وإن أحلاّ وقضيا المناسك ، قبله ،
ثم قضاء المناسك ، ثم بلوغ الهدي محلّه كما في الصحيحين ، وهو كناية عن الإحلال
بذبح الهدي كما وقع التصريح به في بعض الأخبار المتقدمة.
ولكن الاحتياط
يقتضي المصير إلى المرتبة الأعلى ثم الوسطى ، سيّما في الحِجة الأُولى ؛ لكثرة
أخبارها وشهرتها ، ولذا قيل : وقد أجاد الإسكافي حيث أفتى بالافتراق في الأداء إلى
بلوغهما محل الخطيئة وإن أحلاّ قبله ، وفي القضاء إلى بلوغ الهدي محلّه ، وكذا ابن
زهرة وإن لم ينصّ على الإحلال [1].
( ولو كان ذلك ) أي الجماع عامداً عالماً منهما ، أو من أحدهما ( بعد الوقوف بالمشعر
لم ) يفسد به الحج ،
فلا ( يلزمه
الحج من قابل ، و ) لكن ( جبره
ببدنة ) بلا خلاف ، بل على
الحكمين الإجماع في الغنية والمنتهى وغيرهما [3] ؛ للأصل ، ومفهوم الصحيح المتقدم [4] في فساد الحج
بالجماع قبل الوقوف بالمشعر في الأول ؛ مضافاً إلى المرسل [5] والرضوي [6] فيهما.