اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 5 صفحة : 159
وعزاه في الخلاف
إلى ظاهر مذهب أصحابنا [1] ، وهو مشعر به أو بالشهرة العظيمة بين القدماء.
ولا ريب فيها ، بل
لم نَرَ لهم مخالفاً لم يعتبر العدالة مطلقاً صريحاً بل ولا ظاهراً عدا ما يُحكى
عن ظاهر الصدوقين والديلمي [2] ، حيث لم يذكروها في الشروط.
وهو كما ترى ليس
فيه الظهور المعتدّ به ، سيّما وأن يقدح به في الإجماع المنقول ، فقد يحتمل
اكتفاؤهم عنها بذكر الإيمان بناءً على احتمال اعتبار العمل فيه عندهم ، كما يعزى
إلى غيرهم من القدماء.
نعم أكثر
المتأخّرين على عدم اعتبارها مطلقاً [3] ، وحكاه في الخلاف عن قوم من أصحابنا بعد أن عزاه إلى جميع
الفقهاء من العامّة العمياء [4] ؛ للأصل والعمومات كتاباً وسنّةً.
وهو كما ترى ؛
لوجوب تخصيصهما بما مرّ من الإجماع المنقول المعتضد بالشهرة العظيمة بين القدماء
القريبة من الإجماع ، بل الإجماع حقيقة في اعتبار مجانبة الكبائر ، إذ لا خلاف
بينهم أجده ، وبه تشعر العبارة هنا وفي الشرائع [5] ، حيث لم ينقل
فيهما قولاً بعدم اعتبارها مطلقاً ، بل اعتبارها في الجملة أو مطلقاً.
(
و ) كيف كان ( هو ) أي اعتبارها مطلقاً ( أحوط ) تحصيلاً