اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 5 صفحة : 135
قال : لأنّه يعضده
ظاهر التنزيل وعموم الآية ، فمن خصّها يحتاج إلى دليل [1].
وفي المختلف : هو
الأقرب ، لنا : عموم كونهم مؤلّفة ، وما رواه زرارة ومحمّد بن مسلم أقول : في
الصحيح ـ : أنّهما قالا لأبي عبد الله 7 : أرأيت قول الله تعالى .. إلى أن قال ـ : « سهم المؤلّفة
وسهم الرقاب عام ، والباقي خاص » [2] وإنّما يكون لو تناول القسمين [3].
أو اختصاصهم
بالكفَرَة مطلقاً أو في الجملة كما عليه آخرون ، وقيل : إنّه المشهور [4] ، ولعلّه كذلك ،
حتى أنّ الشيخ في المبسوط قال بأن المؤلّفة عندنا هم الكفار الذين يُستمالون بشيء
من مال الصدقات إلى الإسلام ، ويتألّفون ليستعان بهم على قتال أهل الشرك ، ولا
يعرف أصحابنا مؤلّفة أهل الإسلام [5].
ومستندهم إن لم
يكن إجماع غير واضح ، عدا الإجماع على دخول الكفّار ووقوع الخلاف في المسلمين.
ويضعّف بما مرّ من
الدليل فيهم أيضاً ، بل ظاهر جملة من النصوص أنّهم قوم مسلمون قد أقرّوا بالإسلام
ودخلوا فيه لكنّه لم يستقرّ في قلوبهم ولم يثبت ثبوتاً راسخاً ، فأمَرَ الله تعالى
نبيّه بتألّفهم بالمال لكي تقوى عزائمهم واشتدّ قلوبهم على البناء على هذا الدين.