اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 4 صفحة : 383
والمشهور بين
المتأخرين وجوبه أيضا مطلقا ، وفاقا للمرتضى والقاضي والحلّي [1] ؛ للأصل ، وظواهر
ما مرّ من النصوص باعتبار الثمانية فراسخ ، وحملا للصحاح المستفيضة بالأربعة على
ما إذا أريد الرجوع ليومه ، عملا بالمعتبرة الأخر الدالة على اعتبار الرجوع.
وهي وإن قصرت عن
الدلالة على اعتبار كونه ليومه ، إلاّ أن بعضها مشعر به كالموثق : عن التقصير ،
قال : « في بريد » قال ، قلت : بريد؟! قال : « إنه إذا ذهب بريدا ورجع بريدا فقد
شغل يومه » [2].
وفيه نظر ؛ لضعف
الإشعار ، مع ظهور جملة من المعتبرة المستفيضة بوجوب التقصير في الأربعة مع عدم
إرادة الرجوع ليومه :
منها الصحيح : إنّ
أهل مكة يتمّون الصلاة بعرفات ، فقال : « ويحهم أو ويلهم وأيّ سفر أشدّ منه؟! لا
تتمّ » [3].
وقريب منه الموثق : « ألا ترى إن أهل مكة إذا خرجوا إلى عرفة كان عليهم التقصير؟ » [4].
والخبر : في كم
التقصير؟ فقال : « في بريد ، ويحهم كأنهم لم يحجّوا مع رسول الله 6 فقصّروا » [5].
[1] جمل العلم
والعمل ( رسائل المرتضى 3 ) : 47 ، القاضي في المهذّب 1 : 106 ، الحلي في السرائر
1 : 329.
[2] التهذيب 4 :
224 / 658 ، الوسائل 8 : 459 أبواب صلاة المسافر ب 2 ح 9.