اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 4 صفحة : 369
بإحداهما ، ولعلّ
هذه الصورة هو الغالب المتبادر ممّا دلّ على إحداهما.
هذا ، والموجود
فيما دلّ على الاولى تواري المسافر عن البيوت ـ لا تواريها عنه ـ كما فهمه منه
جماعة من الفضلاء [1] ، قالوا : فتتقارب الأمارتان إحداهما بالأخرى ، لكنه خلاف
ما عقله منه سائر أصحابنا.
وكيف كان ( فـ ) بخفائهما معا ( يقصّر في صلاته وصومه ) قطعا ، وكذا بخفاء أحد هما حيث لا يكون الآخر ، ويحتاط فيما
لو كان ولم يخف بتأخير القصر أو الجمع بينه وبين التمام إلى أن يخفى أيضا.
والمعتبر من كلّ
من الجدران والأذان والحاسّتين الوسط منها ولو تقديرا ، كالبلد المنخفض والمرتفع ،
ومختلف الأرض ، وعادم الجدار والأذان والسمع والبصر ، لكونه المتبادر من الإطلاق.
ولعلّه الوجه فيما قالوه من أن المعتبر آخر البلد المتوسط فما دون ، ومحلّته في
المتّسع.
قالوا : ولا عبرة
بأعلام البلد كالمنائر والقباب المرتفعة ، ولا بالبساتين والمزارع ، فيجوز القصر
قبل مفارقتها مع خفاء الجدران ، والأذان ؛ ولعلّه لإناطة القصر في النصّ والفتوى
بتواري البيوت ، والمذكورات غيرها.
وذكر شيخنا الشهيد
الثاني وغيره [2] أن المعتبر خفاء صورة الجدران والأذان ، لا الشبح والكلام.
ولا يخلو عن إشكال ؛ فإن المتبادر من النصّ والفتوى خفاؤهما أصلا ، لا صورتهما
خاصة.
والظاهر أن المراد
بالأذان والجدران المعتبر خفاؤهما ما كان في آخر البلد
[1] كما حكاه
العلامة المجلسي في ملاذ الأخيار 5 : 418 عن الفاضل التستري ، واختاره صاحبا
المدارك 4 : 457 والحدائق 11 : 406.
[2] الشهيد الثاني
في روض الجنان : 392 ، المحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان 3 : 402.
اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 4 صفحة : 369