ولعل منشأ الاختلاف اختلاف النصوص في التأدية ، مع اختلاف الأنظار في الجمع
بينها ، فللأولين حمل ما دلّ منها على الناقص مطلقا على أن ترك الزيادة لأجل
وضوحها من الخارج عملا ، وللمقتصرين على الناقص حمل الزيادة على الاستحباب.
والكل محتمل ،
إلاّ أن الأحوط الأول ، وإن كان في تعينه نظر ، لما يظهر من المنتهى من عدم الخلاف
في عدم وجوبه ، وأنه لو قال : السلام عليكم ورحمة الله جاز وإن لم يقل : وبركاته ،
بلا خلاف [2]. ولا يبعد ترجيح الوسط ، لرجحانه بفتوى الأكثر.
( والسنة فيه : أن يسلّم المنفرد تسليمة
) واحدة
( إلى القبلة
) كما في الموثق وغيره
المتقدمين ، والصحيح : « وإن كنت وحدك فواحدة مستقبل القبلة » [3] (
ويومئ
بمؤخر ) [4] ( عينيه إلى يمينه
) على المشهور ، جمعا بين
تلك النصوص والخبر المروي عن جامع البزنطي : « إذا كنت وحدك فسلّم تسليمة واحدة عن
يمينك » [5].
خلافا للمبسوط ،
فتجاه القبلة [6] ، كما هو ظاهر الأخبار الأوّلة مع قصور الرواية الأخيرة.