اسم الکتاب : رياض المسائل في تحقيق الأحكام بالدّلائل المؤلف : الطباطبائي، السيد علي الجزء : 3 صفحة : 168
قال : ويدلّ على
السماع ما مرّ عن العيون [1] ، من أن أحمد بن علي صحب الرضا 7 فكان يسمع ما
يقوله في الأخراوين من التسبيحات [2].
أقول : مبنى الاستدلال به على ما ظاهرهم الاتفاق عليه من
وجوب الإخفات في الأخيرتين ، وعليه فالرواية صريحة في المطلوب ، معتضدة بالعرف
واللغة والاعتبار ، كما عرفته.
لكن الأحوط ما
ذكروه ، لشبهة الإجماع الذي ادّعوه ، وإن أمكن الذبّ عنه بأن عبارة التبيان [3] غير صريحة فيه ،
بل ولا ظاهرة.
وأما الفاضلان [4] فهما وإن صرّحا
به إلاّ أنه يحتمل ـ احتمالا قريبا يشهد له سياق عبارتهما ـ كون متعلّقه خصوص لزوم
اعتبار إسماع النفس في الإخفات ، ومن السياق الشاهد بذلك عطفهما على الإجماع
قولهما : ولأن ما لا يسمع لا يعدّ كلاما ولا قراءة ، ومنه أيضا قولهما ـ فيما عدا
المنتهى في حدّ الإخفات ـ : وأقلّه أن يسمع نفسه.
وهو كالصريح في أن
للإخفات فردا آخر أعلى من إسماع النفس ، ولا يكون إلاّ بإسماع الغير من دون صوت ،
وإلاّ لتصادق الجهر والإخفات في بعض الأفراد ، وهو معلوم البطلان ، لاختصاص الجهر
ببعض الصلاة والإخفات ببعض ، وجوبا أو استحبابا.
( ولا
) يجب أن
( تجهر المرأة
) في مواضعه إجماعا محققا ،
ومحكيا في كلام جمع [5] مستفيضا ، للأصل ، مع اختصاص النصوص الموجبة له
[1] العيون 2 :
178 / 5 ، الوسائل 6 : 110 أبواب القراءة في الصلاة بـ 42 ح 8.